عرفت قديماً باسم «مجان» لاشتهارها بصناعة السفن وصهر النحاس
واشتهرت بمسمى «مزون» بسبب وفرة الموارد المائية على أراضيها... وهي اليوم عُمان السلطنة إحدى دول الخليج العربي الست، وحبة اللؤلؤ في عقد مجلس التعاون، والتي تحتفل هذه الأيام بعيدها الوطني الخامس والأربعين، وسط أجواء تجمع بين عراقة ماضيها التليد وحداثة حاضرها المعاصر. ولهذه المناسبة كان لإطلالة ربان السفينة... إطلالتها. ربان سلطنة عُمان السلطان قابوس الذي أطل على قاعة «مجلس عُمان السنوي» البرلمان قبل أيام وألقى كلمة شدد فيها على أن «ما تحقق على أرض عُمان من منجزات في مختلف المجالات هو مصدر فخر واعتزاز لمواصلة المسيرة بإرادة أكبر وعزيمة أشد، ولن يتحقق ذلك إلا بتكاتف الجهود لما فيه مصلحة للجميع». عُمان تلك الدولة التي تتبوأ قلب منطقة تتوازن عندها مناطق العالم الإسلامي، وعند شواطئها تنتهي الحدود الشرقية للوطن العربي المطلة على المحيط الهندي والذي يربط الشواطئ الإفريقية بشواطئ المحيط الهادي، تتحدث عن نفسها اليوم بإنجازات تحققت، وأخرى في طريقها لترى النور شيدتها سواعد شباب وشابات، تلقوا الدعم من قائد المسير وحاكم السلطنة السلطان قابوس بن سعيد، مؤسس عُمان الحديثة وباني نهضتها. ذلك القائد الذي آمن بأن قوة الأوطان الحقيقية تتمثل في قوة شبابها وتنبعث منها، حين قال «إن المستقبل المشرق المحقق للتقدم والنماء والسعادة والرخاء لا يبنى إلا بالهمم العالية والعزائم الماضية والصبر والإخلاص والمثابرة، ونحن واثقون بأن أبناء عُمان يتمتعون بقسط كبير من تلك الصفات السامية يشهد بهذا ماضيهم وحاضرهم، ونحن لا ريب نثق بأنهم قادرون على بناء مستقبل سعيد بإذن الله»، لذا حرص سموه في جميع خططه التنموية أن يسخر جزءاً كبيراً من موارد السلطنة للشباب من خلال تعليم جيد، وتوفير فرص عمل لهم بعد التخرج، ودعمهم مادياً عبر تشجيعهم لإقامة مشاريعهم الصغيرة كي تكون نواة في بناء الاقتصاد العُماني الفتي. والنهضة العُمانية الحديثة لم تكن مجرد خطوات تسعى لتحقيق النمو والازدهار ولبدء مرحلة البناء والتعمير فحسب، بل كانت استشرافاً لما يحمله الغد من آمال وتطلعات، لذا كان السلطان قابوس حريصاً وهو يرسم خطط البناء أن يُسابق الزمن ليعوض العمانيين ما فاتهم، ويُعيد لهم كرامتهم ومكانتهم، فكانت النهضة العُمانية سباقة لعصرها، تجاري المستقبل وترسم أفكاره ورؤاه، وتحقق في زمن وجيز ما تعجز عن وصفه الكلمات. وفي الوقت الذي حظيت فيه عملية تشييد البنية الأساسية للمجتمع العُماني المتمثلة في قطاعات الصحة والتعليم والتدريب والتأهيل، إضافة إلى قطاعات الصناعة والسياحة والزراعة والثروة السمكية والنقل والمواصلات والموانئ وغيرها بأهمية كبرى، إلا أن الإنسان العُماني كان شغل السلطان قابوس الشاغل، فجاء الاهتمام بتحسين مستوى معيشته وتحقيق زيادة في الدخل الحقيقي له عبر تنفيذ المشروعات والبرامج التنموية التي تسهم في تحقيق ذلك، فهو القائل «إن الإنسان العُماني هو هدف التنمية وأداتها العاملة الفاعلة». تشجيع المشاريع الصغيرة وإيماناً من القيادة العُمانية بأهمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة في بناء الاقتصاد القوي تم إنشاء الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، لتشجيع الراغبين في إقامة مثل هذه المشروعات، وفي سبيل ذلك قام مجلس الوزراء العُماني بالموافقة على الضوابط الخاصة بتفريغ موظفي الحكومة الراغبين في إنشاء وإدارة مؤسساتهم الخاصة بالتفرغ لها، مع الاستمرار في صرف رواتبهم الحكومية لمدة عام كامل، كذلك سهلت الحكومة حصول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على نسبة محددة من المناقصات الحكومية ما أعطى دفعة كبيرة لهذا القطاع الحيوي الذي بات ركيزة مهمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، كما حرصت الحكومات العمانية كافة على تسهيل وتيسير سبل التعامل مع المواطنين عبر مختلف وزارات السلطنة والهيئات المعنية. الشباب في دائرة الاهتمام وقد أولت السلطنة الشباب اهتماماً خاصاً باعتباره عنصراً وركيزة أساسية في بناء المجتمع العُماني، وسبيلاً من سبل نهضته وتقدمه، وقد ترجم السلطان قابوس بن سعيد ذلك حين أعطى أوامره بإنشاء «صندوق الرفد» الذي تجمعت فيه جميع مصادر دعم الشباب والشابات كي يستطيعوا أن يطورا مشروعاتهم الصغيرة والمتوسطة. وقد تمكن الصندوق بتمويل أكثر من 500 مشروع طموح ساهم في زيادة دخل المواطن والمواطنة العُمانية، وساعد في تقديم عمالة مدربة وماهرة في سوق العمل العُماني، كما قام الصندوق بتطوير القروض التي يقدمها لمشروعات الشباب الصغيرة والمتوسطة لتمتد إلى قطاعات أكبر، ولتصل في أحيان كثيرة إلى ما يزيد على الـ100 ألف ريال عُماني، بهدف توفير مزيد من التيسيرات للشباب كي يؤسسوا مشروعاتهم الخاصة. الدقم ركيزة من ركائز التنمية وفي مجال التنمية الاقتصادية حرصت القيادة العُمانية على تطوير المنطقة الصناعية الاقتصادية الخاصة بمنطقة الدقم كركيزة أساسية للتنمية الوطنية في الحاضر والمستقبل، وعلى نحو متكامل في المناطق الصناعية الأخرى صحار وصلالة وصور، مع ربط وتكامل أنشطة الموانئ العُمانية وإنشاء محطتين لوجستيتين ضخمتين إحداهما في الدقم والأخرى في جنوب الباطنة، وذلك في إطار تحويل السلطنة إلى محطة لوجستية إقليمية كبيرة، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي ومناخها الاستثماري الجاذب الذي توفره على خدمة تجارة «الترانزيت» بين الخليج ومناطق العالم المختلفة. عُمان... وسياسة مد يد الصداقة وعن علاقات عُمان الخارجية والداخلية فقد اعتمدت السلطنة على سياسة مد يد الصداقة لكافة الدول، وإيجاد نوع من التفاهم بين جميع الشعوب، ما أكسبها احترام العالم وتقديره وأصبحت السلطنة مدرسة يحتذى بها في التعامل الدولي. وقد استقت السياسة الخارجية العُمانية أصولها ومنابعها من نهج القيادة السياسية التي تنظر إلى الأمور وتقييمها بحكمة وموضوعية بعيداً عن الانفعال أو الاستعجال إزاء ما يستجد أو يستفحل من الأحداث السياسية سواء كان ذلك على المستوى المحلي أو العالمي. كما قدمت السلطنة وعلى امتداد سنوات طويلة نموذجاً في بناء وتطوير العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة، وهو ما جعل من علاقاتها الخارجية رافداً لتعزيز جهودها التنموية من ناحية، وتوفير مكانة رفيعة وتقدير عالمي من قادة وشعوب المنطقة والعالم من ناحية أخرى. السلطنة ومجلس التعاون عُمان وفي ظل حرصها المتواصل على أن تكون ضمن منظومة العمل الخليجي المشترك كعضو فاعل في مجلس التعاون الخليجي فقد حرصت باستمرار على تعزيز وتطوير العلاقات مع الدول الخليجية كافة سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار مجلس التعاون الخليجي من أجل تحقيق المزيد من النماء والازدهار لدول المجلس والإسهام في الجهود الرامية لاستقرار المنطقة وتقدمها، والعمل على تطوير منظومة العمل الخليجي المشترك بكاملها على نحو يكفل لها مواجهة التحديات المشتركة التي تتطلبها تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، ويجعلها تسهم بفعالية في رسم مستقبل أفضل لشعوب دول المجلس، مع ضرورة دعم تلك المنظومة وتوفير كل الإمكانات اللازمة لتطوير أدائها وأساليب عملها بما يتوافق ومعطيات العصر ومواكبة ما تفرضه المتغيرات الإقليمية والدولية. http://www.alraimedia.com/ar/article/events/2015/11/18/636049/nr/kuwait |
Pages
- أسماء أئمة وحكام عمان منذ الإمام الجلندى وحتى جلال...
- دولة “بنو نبهان”
- ملوك النباهنة في عمان
- الإمام الصلت بن مالك الخروصي: (237هـ-273هـ)
- دوله اليعاربه
- ناصر بن مرشد اليعربي.. موحد عمان
- البحرية العُمانية في عهد الإمام سلطان بن سيف الأول...
- الإمام سيف بن سلطان بن سيف بن مالك اليعربي، الملقب...
- دولة اليعاربة و الامام صابر بن حليس
- الإمام محمد بن سليمان المفرجي
- قيام دولة البوسعيد ومؤسسها أحمد بن سعيد
- كرامات الإمام عزان بن قيس
- السيد سعيد بن سلطان وتأثيرة في شرق إفريقيا
- تسلم حضرة صاحب الجلالة قابوس بن سعيد الحكم
- سلطنة عُمان... إنجازات تتحقق في مسيرة السُلطان
سلطنة عُمان... إنجازات تتحقق في مسيرة السُلطان
Subscribe to:
Posts (Atom)
No comments:
Post a Comment