هو الإمام سيف
بن سلطان بن سيف بن مالك اليعربي، الملقب (قيد الأرض)، هو رابع الأئمة اليعاربة، عاش
في النصف الثاني من القرن الحادي عشر وبداية الثاني عشر الهجري.
بويع بالإمامة
سنة 1104هـ، أو 1105هـ.
دانت عمان جميعها
لسيف و صحت إمامته لدى الجميع ، و كأنما كان يهدف إلى تخطيط موضوع سعى إلى الإمامة
من أجله ، فهو مدرك أن الأعداء يحيطون به ، و هم لن يتركوا عمان تعيش في هدوئها و طمأنينتها
التي أرادها أخوه بلعرب ما لم تكن حصينة الجانب تجابه الأعداء بمثل سلاحهم و تحمي حدودها
بقوة و منعة ، فكان الهولنديون في بندر عباس و لنجة يتربصون بعمان ، و لم يكن الفرس
أقل منهم رغبة في ذلك ، و كان البرتغال في الهند يرقبون الفرصة السانحة للإنتقام عن
هزيمة مسقط و للعودة إلى الخليج العربي تتهادى فيه سفنهم سيدة مطاعة ، و كان الإنكليز
ممثلين في شركة الهند الشرقية ببومبي و في مصنع الأسلحة في بندر عباس يرقبون الوضع
كالثعلب المستضعف في جحره ، و عمان بين هؤلاء الأعداء جميعهم تعيش بشعب قليل العدد
نسبة إلى أعدائه ، و ليس من ملجأ لهم للمناصرة إلا الدولة العثمانية التي أهملت هذا
الجانب بعد هزائمها مع البرتغال ، فوجد الإمام أن عليه واجبا كبيرا و أن المهمة شاقة.
و أن التعليم الذي إختطه بلعرب و الإصلاح الداخلي الذي بدأه لا يزدهر إلا إذا سدت الثغرات
و قطع دابر العدو. و وجد أيضا أن حدود عمان البحرية مكشوفة لا يحفظها إلا إسطول كبير
، فصمم على بناء سفن ضخمة تنافس سفن البرتغال و يقابل به قراصنة الإنكليز الذين سلبوا
إحدى سفنه في البحر الأحمر بقيادة القرصان أفوري.
إعتمد الإمام في
بناء سفنه على الهنود في سورت و أهل ديكار ، و إشترط أن تحمل السفن الكبرى سبعين مدفعا
، و أن لا يقل ما تحمله أصغر سفينة من المدافع عن عشرين مدفعا.
و قد أطلق الإمام
على كل من هذه السفن أسماء ، و كان أكبرالسفن الملك و الفلك و كعب الراس و الناصري
و الوافي ، و قد زودت بالمدافع كما ذكرت طول المدفع 300 شبر و عرض قاعدته ثلاثة أذرع
و علو المركب سبع قامات (14 متر) غير القل (السارية) ، و قد جمعها الشاعر محمد بن صالح
المنتفقي الذي كان يسكن رأس الخيمة في مرثاته للإمام سيف:
الملك ثم الفلك
ثم الناصـري *** مع كعب الراس كالجبال الراسية
كان من أهم أعماله،
تطوير الأسطول البحري العماني، فغزا به ما تبقى من مناطق نفوذ البرتغاليين في الهند
وشرق إفريقيا، واستطاع في ظرف قصير الهيمنة على مياه المحيط الهندي، وفتح كثيرا من
البلدان الإفريقية، وهو يعد من أقوى أئمة اليعاربة نفوذا وسلطانا.
توفي سنة 1123هـ،
ودفن بالرستاق.
No comments:
Post a Comment